بدو النقب وبئر السبع: ١٠٠ عام من السياسة والنضال
ازدادت النقاشات العلميّة في العقود الأخيرة حول الشعوب الأصلانيّة والأقلّيّات القوميّة، وخاصّة ما يتعلّق بمنظومة العشائر العربيّة في الشرق الأوسط وعلاقتها بالدولة ما بعد الكولونياليّة. وفي سبيل المساهمة في هذه النقاشات المستمرّة، يقدّم هذا الكتاب تحليلًا شاملًا ومعمّقًا لعرب جنوب فلسطين خلال فترات الحكم العثمانيّ والانتداب البريطانيّ والحكم العسكريّ الإسرائيليّ. ويركّز بشكلٍ أساسيّ على العرب في قضاء بئر السبع منذ إقامة إسرائيل والنكبة في العام ١٩٤٨، مرورًا بفترة الحكم العسكريّ الإسرائيليّ حتى فترة ما بعد أوسلو وإلى يومنا هذا
يسعى هذا النصّ، استنادًا إلى بياناتٍ أرشيفيّة نادرة تمّ جمعها من لندن، إيرلندا الشماليّة، أكسفورد، عمّان، القدس وإسطنبول، وعملٍ ميدانيّ مكثّف في قضاء بئر السبع، المملكة البريطانيّة المتّحدة والأردن، إلى إجراء دراسة نقديّة حول العرب البدو الأصلانيّين الفلسطينيّين والطريقة الّتي صمدوا فيها في وجه أشدّ سياسات الدولة صرامة منذ أواخر العهد العثمانيّ حتّى يومنا هذا. وإذا ما نظرنا إلى جزء كبير من الدراسات الإسرائيليّة والأدبيّات الفلسطينيّة الموجودة والّتي تتناول قضيّة عرب النقب، سنلاحظ أنّ تجربتهم قُدِّمت على أنّها «سلبيّة» وفاعليّتهم السياسيّة على أنّها «مسلوبة». على العكس: فأن هذا الكتاب، ومن خلال أرشيفات عديدة في العالم، يسعى لفهم التطوّر المبكّر للسياسات العثمانيّة والبريطانيّة تجاه عرب النقب وبئر السبع ح وقدم فهمًا أعمق حول كيفيّة تفسير هذه السياسات والوضع الراهن في قضاء بئر السبع. وحتّى يتسنّى لنا فهم ما هو فريد في حالة عرب قضاء بئر السبع، يتطرّق الكتاب إلى بعض المجتمعات العربيّة البدوية والشعوب الأصلانيّة الأخرى في المنطقة وتجربتهم مع الدول الّتي يقطنون فيها اليوم
إن ما يميز دراسة منصور النصاصرة عن بدو النقب هو هذه المقاربة المتوازية والقريبة الصلة بين التجارب الاجتماعية
المشتركة في المجتمعات البدوية في الشرق الأوسط كله. إن من المثير للاهتمام أن المؤلف تجنب رسم صورة رومانسية عن البدو، بل ركز على كونهم مجموعة أصيلة تناضل ضد السياسات التي صممت وتقوم فعليًا على مناهضة نمط الحياة البدوية. إضافة إلى ذلك، فإن توجهه التاريخي المقارن يقدم مدخلا مثيرًا للاهتمام بالنقاشات الموسعة حول الأشكال المختلفة للهوية والقومية في المجتمعات العربية- يزيد صايغ، كبير باحثين في مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط
في كتابه بدو النقب يكشف لنا منصور النصاصرة عن مواد رائعة تسلط الضوء على تاريخ البدو في جنوب فلسطين وتتحدى المفاهيم النمطية السائدة حول سياسات البدو وخبراتهم الاجتماعية. يرتكز المنظور التاريخي الممتد من الحقبة العثمانية إلى الوقت الحاضر على أبحاث النصاصرة الأصيلة والاستثنائية والتوثيق الرائع، لكي يعرض صورة مفصلة ومتكاملة عن هذا المجتمع البدوي الذي يكافح ضد سلطة الدولة - ليلى أبو لغد. و جوزيف ل. أستاذان في العلوم الاجتماعية في جامعة كولومبيا- نيويورك
هذا كتاب فريد من نوعه. يطلعنا النصاصرة فيه على الرواية المتكاملة للعرب البدو في النقب وبئر السبع من أواخر الحقبة العثمانية حتى يومنا هذا، فاتحًا أمامنا مفهومًا جديدًا للمكان وللأصلانية في الشرق الأوسط، ومسلطً الضوء على أنماط النضال وعلاقات القوة التي ترافق حياة عرب النقب. ويعد من أهم نقاط القوة في الكتاب نقاشه حول أدبيات الأصلانية فيما يخص القانون الدولي والأقليات في العالم. لم يكتب النصاصرة مجرد كتاب عن عرب النقب، وإنما أسمع صوت الفئة الأكثر تهميشا من بين الفلسطينيين في إسرائيل-بروفيسور العربي صديقي، جامعة قطر
نبذة عن الكاتب
د. منصور محمد النصاصرة: محاضر في العلاقات الدولية ومجال العلوم السياسية في قسم السياسة والحكم، جامعة
بن غوريون في بئر السبع وزميل في جامعة إكستر البريطانية. انهى رسالة الدكتوراه في جامعة إكستر البريطانية وأمضى ما بعد الدكتوراه في لندن بدعم من الأكاديمية البريطانية. عمل محاضرًا في مجال الصراعات والأقليات القومية سنوات عدة في جامعة إكستر. شارك النصاصرة في المئات من الندوات والمؤتمرات الدولية، وتحدث في الأمم المتحدة ومجلس العموم البريطاني والبرلمان الأوروبي ومكتبة الكونغرس. نشر النصاصرة العديد من الدراسات والكتب، منها: بدو النقب والكولونيالية ودراسات المدن في الشرق الأوسط، وقضاء بئرالسبع: أبعاد سياسية واقتصادية وثقافية. كما صدرت له أيضًا دراسات في مجلات دولية حول العشائر البدوية والدولة في الشرق الأوسط، اتفاقيات أوسلو والأقلية الفلسطينية في إسرائيل، الصراع حول الأوقاف في القدس والحركات الإسلامية ومجال التربية والتعليم في شرقي مدينة القدس
هذا الكتاب متوفر ايضا في اللغة الانجليزية - اضغط هنا